قصه حجاب الدم، السم، السحر والشعوذة.. كل دي حاجات من أفعال البشر، هو اه الشيطان بيوسوس وبيزينلك المعاصي، لكن خد بالك، الأنسان له عقل ووعي، والعقل والوعي دول هم اللي ربنا ميزنا بيهم عن باقي المخلوقات، وعشان كده البني أدم هو اللي بيختار سكة الخير او الشر.. طب انا مين؟.. انا طاهر الوكيل، وكيل نيابة، والحقيقة ان طبيعة شغلي وتحقيقاتي في الجرايم، خلوني اشوف اسوء ما في النفس البشرية، ومن عند اللي شوفته واللي لازلت بشوفه، هحكيلك حكايات مهمة.. حكايات وارد جدًا تكون حصلت جنب بيتك او في منطقتك، ومن ضمن الحكايات دي، حكاية سم الحجاب.
بداية الحكاية كانت من عند بلاغ جه للنجدة من واحدة ست اسمها بثينة عبدالتواب.. بثينة اتصلت بالبوليس لما جالها اتصال من اختها (بسمة عبد التواب) وقالتلها فيه انها تعبانة هي وبنتها وبطنهم بتتقطع، وبسبب الاتصال ده، اتحركت بثينة من بيتها وراحت لبسمة، لكنها لما وصلت وفضلت تخبط على باب الشقة، ماحدش فَتح!
قلقت بثينة واتصلت بالأسعاف وبالبوليس، ولما وصلوا وكسروا باب الشقة، لقوا جثتين.. جثة السيدة بسمة عبد التواب، ٥٢ سنة، وجثة بنتها هدير وجدي اللي عندها ٢٥ سنة، طب والاب، راح فين؟!
ده السؤال اللي اتسأل بعد ما اتأكدنا ان بسمة وبنتها ماتوا مسمومين، وكانت الاجابة، ان الاب وجدي مجاهد، واللي عنده ٥٦ سنة وبيشتغل على عربية نقل تابعة لشركة نقل اثاثات، كان في سفرية لنقل عفش من القاهرة لاسكندرية، ولما رجع وعرف باللي حصل، انهار، فضل يعيط ويصرخ زي الطفل اللي ضاعت منه امه، لكنه بعد ما بقى أهدا وفاق من صدمة خسارته لمراته وبنته الوحيدة، بدأت استجوبه.
-اولًا البقاء لله ياعم وجدي، انا عارف ومقدر خسارتك كويس جدًا، بس بما انك بقيت اهدا، فخلينا في ثانيًا.. ايه اللي حصل يومها؟
-مافيش ياباشا، انا صحيت من النوم من بدري وفطرت لوحدي ولبست ونزلت عشان الحق سفرية شغلي، ولما وصلت اسكندرية، ووانا بنزل العفش من العربية للشقة اللي المفروض اوصل فيها المنقولات، جالي التليفون المشؤوم من بثينة.
-طب وتفتكر السم اللي ماتوا بيه، جه منين؟
-من بسمة ياباشا.
-من بسمة!!.. مراتك!.. ازاي ده؟!
-بسمة ياباشا بقالها مدة كبيرة وهي مش مظبوطة، بالتحديد يعني من بعد ما بنتي اتخرجت واشتغلت.
-ازاي يعني مش مظبوطة؟
-هقولك ياباشا.. بسمة من زمان وهي نفسها تجوز هدير، ياما شافتلها عرسان وحاولت تخليها تتخطب وهي بتدرس، بس في كل مرة، الموضوع ماكنش بيكمل لاسباب مختلفة، وعشان كده ومن بعد ما اتخرجت هدير، ابتدت بسمة تقول انها معمولها عمل بعدم الجواز، والنظرية اللي هي افترضتها دي، زادت عندها اكتر، لما اتقدم لهدير واحد زميلها في الشغل، وبرضه الموضوع ماكملش، لكن تفتكر ان مراتي تسكت وتسيبها على الله وتقول ان كل شئ قسمة ونصيب؟.. ابدًا.. دي خدت البنت وراحت بيها عند واحد من بتوع السحر والاعمال، في الاول انا كنت رافض الموضوع ده تمامًا، لكن بعد أيام من رفضي، اتفاجأت بيها وهي بتقولي انها راحتله وانه كمان قالها ان هدير معمولها عمل بوقف الحال.
-وبعدين؟
-وبعدين ياباشا ابتدينا بقى في شغل الدجل والشعوذة، ماهو اصل الراجل اللي راحتله ده قالها انه هيعالج هدير من السحر اللي معمولها، وبكده ابتدا يطلب من مراتي حاجات غريبة، زي انها مثلًا تشرب هي والبت من ازازة مايه جابتها من عنده، وكمان اداها حجاب وخلى البنت تحطه تحت مخدتها، وخد من ده كتير بقى، شغل دجل وشعوذة وتحضير وقلة قيمة، وطبعًا من بعد اللي مراتي بقت بتعمله ده، ابتدت تشوف حاجات غريبة، مرة تقولي انها وهي في الحمام شافت جن، ومرة تانية تصحى مفزوعة من كابوس وتقولي انها حلمت بالشيطان بيجري ورا هدير، ده غير طبعًا ان هدير نفسها اتغيرت، بقت معظم الوقت متضايقة ومخنوقة وبتتخانق مع بسمة على اقل حاجة.
-وتفتكر ان ده مبرر عشان مراتك الله يرحمها تسم نفسها هي وبنتها؟
-ما انا كنت هقول ان ده مش مبرر لولا اخر حاجة حصلت.. من تلات ايام كده ياباشا، قومت من النوم على صوت عياط بسمة، ولما سألتها مالك، قالتلي انها شافت كابوس غريب، وفي الكابوس ده كان الجن بيحاول يخطف هدير منها.. وف وسط كلامها قالت جملة غريبة وهي اللي خلتني اقولك انها هي اللي سمت نفسها وسمت البنت، بسمة قالتلي ان لو الجن فكر يأذي هدير او ياخدها معاه لتحت الأرض، مش هتسيبهاله، وكملت وقالت ان اكرملها تموت هي والبنت، ولا ان الجن يخطفها.
-ده ايه الكلام الاهبل ده؟!.. طب والراجل ده، مكانه فين؟
-راجل مين ياباشا؟
-الدجال ياحاج وجدي.
-اااه.. حجاب، هديك عنوانه، اصلها قبل ما تروحله، او وقت يعني ما كانت بتستأذني عشان تروحله وانا رفضت، قالتلي على مكان بيته، وهو بالمناسبة قريب من بيت بثينة اختها.
بعد كلام وجدي، أمرت باستدعاء الدجال اللي اسمه حجاب، واللي بالمناسبة اتقبض عليه وهو متلبس بممارسته للدجل والشعوذة، ده غير انه اصلًا كان عليه قواضي نصب من قبل كده.. لكن تعرف، قبل ما احقق مع حجاب، حققت في الأول مع بثينة، اخت بسمة وخالة هدير.. وفي وسط التحقيق معاها، قولتلها على الكلام اللي قاله وجدي، وده، كان ردها عليا.
-ايوه ياباشا، وجدي معاه حق، بسمة كانت مؤمنة جدًا بموضوع ان بنتها معمولها عمل، والصراحة، انا اه قولتلها على حجاب وقولتلها انه راجل مبروك وروحت معاها كمان، بس مستحيل يكون هو السبب في اللي حصل لاختي.
لما قالتلي كده، اتعصبت ورديت عليها بنرفزة غريبة عليا وعلى طبعي.
-مش انتي اللي تقرري وتقولي هو السبب ولا لا، وبعدين انتي بتدافعي عنه اوي كده ليه، ده راجل نصاب، ولا انتي بقى متفقة معاه وخلتيه يجنن اختك ويوهمها لحد ما انتحرت هي وبنتها؟!
-وانا هعمل كده ليه بس ياباشا؟
-الله اعلم بقى، جايز عشان ورث، غيرة، حقد، بس عمومًا كل حاجة هتبان لما احقق مع حجاب.
وبعد ما خلصت التحقيق مع بثينة، حققت مع حجاب الدجال، وف وسط التحقيق ولما واجته باللي عرفته، انهار وانكر تمامًا بأن له اي علاقة باللي حصل لبسمة وبنتها.
-ياباشا ورحمة امي انا ما ليا دعوة لا بقتل ولا بسم ولا بأي نيلة، انا راجل دجال، نصاب، بعمل الشويتين بتوعي دول على الزباين وبسمعهم الكلام اللي هم عايزين يسمعوه وخلاص، وكل ده عشان بس اطلع منهم بقرشين.
-طب والكوابيس اللي بسمة كانت بتشوفها، والحجاب والمايه اللي اديتهم للست!
-نصب ياباشا، عليا النعمة من نعمة ربي نصب، كوابيس ايه وجن ايه، ده شغل ياباشا.. يعني مثلًا ازازة المايه دي، ازازة عادية، لاهي مايه مقري عليها ولا اي حاجة، دي مايه من الحنفية عادي، حتى الحجاب، الورقة اللي جواه مكتوب فيها كلام ملخبط ومش مفهوم ومرسوم جنبه دواير ومربعات، زي اللي بتبقى موجودة في كتب السحر… يعني كله فشنك.
-اه، يعني انت دلوقتي بتعترف انك نصاب ودجال عشان تطلع من تهمة انك اتسببت في موت الست وبنتها، صح كده؟
-لا مش صح، وربنا ما صح، انا مش السبب، وحتى لو انت شايف ان انا السبب، فاقنعني، ازاي انا السبب، ايه.. هقول للست يعني سمي نفسك انتي وبنتك عشان البت تتجوز!
كلام حجاب كان كلام مهم، هو فعلًا مش هيقول لبسمة اقتلي نفسك وموتي بنتك عشان عقدتها تتفك، لكن الوهم اللي هو عيشها فيه، ممكن اوي يوصلها لكده، احتمال، واحتمال وارد كمان، لكن كل الاحتمالات اللي كنت حاططها، اتهدت مع وصولهم، رحاب وعماد… طب مين دول؟
رحاب وعماد هم جيران بسمة وجوزها وبنتها، ساكنين في الشقة اللي قصادهم على طول، بس وقت ما حصل اللي حصل، هم الاتنين كانوا بيصيفوا، وطبعًا اول ما وصلوا من المصيف، استدعيتهم وبدأت احقق معاهم، او بالتحديد يعني، ابتديت احقق مع عماد.
-ها يااستاذ عماد، قولي بقى، لاحظت على الست بسمة الله يرحمها اي سلوك غريب قبل ما تموت؟
-والله ياباشا انا ف حالي، بنزل شغلي على الضهر كده، وبرجع على بعد نص الليل، ماهو اصل انا عندي محل عطارة ورثته عن ابويا الله يرحمه، انما اللي ممكن تفيدك في نقطة زي دي، هي رحاب، اصلها مابتشتغلش وطول اليوم قاعدة في البيت.
وبالفعل سألت رحاب نفس السؤال اللي سألته لجوزها، لكن الغريب بقى، كان ردها عليا.
-لا يافندم، بسمة نفسها، ماكانتش بتتصرف اي تصرفات غريبة، انما الحاجة الغريبة اللي حصلت من يجي اسبوع كده، انها اتخانقت مع جوزها وقت ما كانت بنتها في الشغل، واللي خلاني اركز معاهم اكتر، ان صوتهم كان عالي اوي، ودي حاجة عكس طبيعتهم هم الاتنين.
-وطبعًا الخناقة دي كان سببها ان بسمة عاوزة تودي بنتها لدجال عشان تتجوز.. مظبوط كده؟
-لا يافندم، مش مظبوط.. اصل بص، انا ماقدرتش احدد سبب الخناقة بالظبط، بس لما ركزت كده جمعت كام جملة، زي مثلًا بسمة وهي بتقول لوجدي (انت هتفضل تعايرني بيها لغاية امتى؟)، او وجدي وهو بيقول لبسمة (انا مش عارف افوق من القلم اللي انا خدته).. ده غير ان في حاجة مهمة اوي لاحظتها، بسمة ووجدي في الفترة الاخيرة، كانوا متضايقين اوي، كل ما اشوفهم عالسلم او حتى في الشارع، كنت بلاحظ انهم مكشرين ومش زي عوايدهم، اصلهم وشهادة لله يعني، ناس بشوشة ووشهم كان تملي بيضحك.
-انت هتفضل تعايرني بيها لغاية امتى!!.. يعايرها بمين، وازاي وجدي ماجابش سيرة الموضوع ده وقت ما كنت باخد اقواله!
-الله اعلم.. بس ممكن يعني تكون مشكلة بسيطة وهو ماحبش يتكلم فيها.
-ماشي ياست رحاب، ها.. في حاجة تانية حابة تقوليها؟
-لا يافندم، انا كل اللي اعرفه قولته.
ولحد هنا خلصت تحقيق مع رحاب وخليتها تمضي على اقوالها وابتديت انا في شغلي.. اول حاجة استلمت تقرير الطب الشرعي وقريته كويس اوي، ومن بعد ما قريته، طلبت تحريات مفصلة عن وجدي وبثينة، وفي الاخر، وبعد ما شكي زاد اكتر، طلعت أمر بضبط واحضار وجدي وتفتيش الشقة اللي هو عايش فيها، واللي بالمناسبة يعني تبقى شقة ابوه وهو ورثها عنه بعد مات، ولما وجدي جه ومعاه الحاجات اللي اتلقت في الشقة، بدأت معاه التحقيق الأخير في القضية.
-ده تحليل (دي ان ايه) ليك ولبنتك، الحكومة لقته في الشقة اللي كنت قاعد فيها، وتقرير الطب الشرعي بيقول ان بنتك ومراتك اتحطلهم السم في العصير اللي شربوه قبل الاكل، ده غير ان التحريات اثبتت انك اتأخرت يومها على الشغل والعفش ماوصلش اسكندرية في معاده، ولا انت حتى وصلت شغلك قبل النقلة في معاده، وكل ده كوم بقى، واقوال رحاب عن الخناقة اللي حصلت بينك وبين بسمة الله يرحمها كوم تاني.. ايه ياوجدي، عندك ايه انا ماعرفوش؟!
بمجرد ما سألته، انهار، عيط بحرقة لمدة دقايق، ولما بقى اهدا، اتكلم واعترف بكل حاجة.
-عندي كتير ياباشا، عندي كتير، انا ماعملتش كده الا لما كنت خلاص، جيبت اخري، ماهو تخيل كده انك تبقى عايش في وهم لمدة ٢٦ سنة، لا وايه.. فجأة تكتشف ان مراتك طلعت خاينة، وان بنتك الوحيدة مش بنتك.
-وده عرفته ازاي بقى ان شاء الله؟
-من حوالي شهر، اتفاجأت بواحد صاحبي بيتصل بيا، وصاحبي ده يبقى اسمه عواد.. عواد من يجي ٢٦ سنة كده كان ساكن في الشقة اللي قصادي، كان واخدها ايجار قديم وكان عايش فيها لوحده لانها قريبة من شغله، وبحكم انه لوحده وانا كنت لسه عريس جديد، فكنت تملي بخلي بسمة تعمله اكل وكنت بوديهوله، ومش كده وبس، انا كمان كنت بعزمه عندنا وكنت بدخله بيتي بكل حُسن نية، اه، ماهو انا وعواد كنا اصحاب طول فترة الدبلوم، بس هو بقى، ماعملش بالصحوبية دي.. البيه بعد ما اتصل بيا من حوالي شهر كده وطلب مني انه يقابلني، وده بعد سنين كتير ماتكلمناش فيها ولا اتقابلنا، روحتله وقابلته، ولما قابلته، اتفاجأت بيه وهو نايم على سرير في مستشفى وبيطلع في الروح، انما تعرف، مش دي المصيبة، المصيبة الاكبر بالنسبة لي كانت في الكلام اللي قاله، واللي علشانه اصلًا اتصل بيا.. البيه قالي انه غلط في حقي غلطة كبيرة، وبسبب الغلطة دي، ضميره بيأنبه ومش عاوز يموت قبل ما يكفر عنها، وكانت طريقة التكفير عن الذنب من وجهة نظره، انه يحكيهالي وانا اسامحه عليها، وياريته ما حكى.. عواد اعترفلي انه وقت ما كان جاري، وقبل ما يمشي فجأة من الشقة، عمل علاقة مع مراتي، ولما مراتي بقت حامل، ساب الشقة وخد الخِلو من صاحب العمارة وسافر، راح يشتغل برة مصر.. ومن وقتها، وهو قطع علاقته بيها ومابقاش بيشوفها تاني.. تخيل!، مراتي اللي عيشت معاها معظم سنين عمري، تطلع خاينة، لا وايه، احتمال كمان تكون بنتي الوحيدة، مش بنتي من اصله!.. طبعًا ساعتها كنت هتجنن وكنت هقتل عواد، بس قبل ما اعمل كده، فضل يكح بقوة لانه كان عنده سرطان في الرئة، ومات في ساعتها، وبموته، خرجت من المستشفى وانا تايه، مابقتش عارف اعمل، ياترى هو بيكدب ولا صادق؟، بس لا، هو في حد بيموت، ممكن يكدب!.. وعشان اتأكد من كلامه، خدت شعرة من شعر بنتي وروحت عملت تحليل دي ان ايه، وكانت نتيجة التحليل مصيبة اكبر، هدير مش بنتي.. وقتها ماقدرتش امسك نفسي وروحت واجهت بسمة، ولما واجتها، مأنكرتش، اعترفت بذنبها وقالتلي انها كانت غلطة واحدة في العُمر، وقبل ما اتهور واعمل فيها اي حاجة، طلبت مني اسامحها وحلفتني بحبي هدير، ده غير انها كمان خلتني افكر كويس اووي قبل ما اعمل فيها اي حاجة.. بسمة يومها قالتلي اني لو اتهورت هضيع حياتي وحياتها وحياة البنت وهنتفضح.. وبسبب كلامها، سكتت، خوفت من الفضايح وسكتت، لكن طبعًا سكوتي ماكنش عادي، انا دماغي ماكانتش بتبطل تفكير، ومع الايام اللي بقت بتعدي سنين، بقيت بتلكك لبسمة واتخانقت معاها الخناقة اللي رحاب سمعتها، ومن بعد الخناقة دي ومع وجود موضوع حجاب الدجال، الشيطان ساعدني وخلاني حطيت الخطة ونفذتها.. انا يوم اللي حصل مانزلتش عالشغل، يومها اول ما صحيت من بدري، نزلت السوبر ماركت واشتريت عصير وحضرت الفطار وصحيت بسمة وهدير عشان يفطروا معايا.
-وطبعًا قبل ما يفطروا، حطيتلهم العصير اللي حطيت فيه السم.
-حصل ياباشا.. وبعد ما شربوه، خدت علبة العصير ونزلت، وصدقني، انا ماعرفش دماغي فكرت ازاي وقتها لاني كنت مرتبك وجسمي كله بيترعش، بس كل اللي جه في دماغي، اني اخد العلبة وارميها، ولو ماتت بسمة هي والبنت، يبقى حجاب هو السبب، ده اللي كنت مرتب اني هقوله وعشان كده خَفيت التحليل في شقة ابويا الله يرحمه، وبكده، رتبت كل حاجة ونويت اقول انها هي اللي قتلت البت وانتحرت بسبب انها بتروح عند حجاب، وساعدني في ده كلامها عن انها بتشوف جن في احلامها.. طب ولو ماماتوش، هعمل ايه، انا قولت بيني وبين نفسي انهم لو ماماتوش او اتلحقوا، يبقى الافضل اني اختفي من حياتهم خالص واروح اعيش في اي مكان بعيد عنهم، ايوه، حقي، ما انا ماكنتش طايق ابص في وشوشهم ولا طايق حتى اسمع صوتهم.
-واهُم ماتوا ياوجدي.. بس تعرف، انا اكتر حد زعلان عليه في كل ده، هي هدير، ذنبها ايه ان امها ارتبكت ذنب كبير، وابوها الحقيقي كان راجل خاين؟
-ذنبها انها بنت حرام.. وانها بنت بسمة، الخاينة.
-وانت ذنبك انك قتلتها ياوجدي.. ذنبك انك قتلتها، وياريتك عرفت تخبي ولا تخطط صح، انت مش قاتل ولا مجرم متمرس، وللسبب ده جريمتك اتكشفت بسهولة وانت اعترفت بكل حاجة.
-مظبوط، معاك حق ياباشا، انا مش قاتل، انا راجل غسل عاره بايده ونضف شرفه من السواد اللي كان موسخه.. ودلوقتي، انا مستعد لاي عقاب.
-العقاب من عدمه مش شغلتي، انا هحول القضية للمحكمة وهي تحكم باللي هي شايفاه، انا وكيل نيابة ودوري بينتهي لحد التحقيق.
وفعلًا.. حولت القضية للمحكمة وهي اللي هتحكم على وجدي باللي يستحقه، بس انت بقى، لو مكان القاضي، هتحكم على وجدي بايه؟!.. مستني آرائكم في الكومنتات، بس زي ما هستنى آرائكم، فانا برضه بطلب منكم انكوا تستنوا مني قضايا تانية هرجع وهحكيكهالوا، وخليكوا فاكرين اسمي كويس اوي.. طاهر الوكيل… وكيل النيابة.. سلام.
تمت
محمد_شعبان_
العارف
حجاب